الجزائر تؤكد رفض إسبانيا التراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء
أعلنت الجزائر عدم وجود أي تقدم إيجابي في العلاقات مع إسبانيا، في إشارة إلى استمرار الأزمة الديبلوماسية بين البلدين، والتي يرجع سببها إلى تغيير موقف مدريد موقفها من قضية الصحراء لصالح الرباط عبر دعم مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.
وأكد هذا المعطى رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، خلال لقاءه الأخير مع الصحافة الجزائرية، حيث قال بأنه لا يوجد جديد بشأن الأزمة مع إسبانيا، وأن اتفاقية الصداقة والتعاون مع مدريد لازالت مُعلقة، قبل أن يتحدث أن الأزمة لها علاقة مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز فقط وليس مع الشعب الإسباني وملك إسبانيا.
وأكد تبون من خلال هذا التصريح، ما كشفته الصحافة الإسبانية في الأسابيع الماضية، عندما تحدثت عن توقف مدريد للقيام بأي مساعي لحل الأزمة مع الجزائر، بسبب أن الأخيرة تشترط استئناف العلاقات مع إسبانيا ضرورة تراجع الأخيرة عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء.
وفي ظل عدم وجود أي تقدم نحو تحسين العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، فإن ذلك يُعطي إشارات واضحة على رفض مدريد تغيير موقفها الجديد من قضية الصحراء، والتزامها بالتوجه الجديد نحو فتح صفحة علاقات جديدة مع المغرب مبنية على المصالح المتبادلة وتجنب ما يسيء للعلاقات الثنائية بين الطرفين.
ويبدو أن مدريد حسمت موقفها من قضية الصحراء، وبالتالي بدأت تتجه للاعتماد الكامل على المغرب، حيث دعت مؤخرا الشركات الإسبانية التي تعمل في الجزائر بمغادرة البلاد والبحث عن أسواق جديدة، مثل المغرب، بعدما قامت الجزائر بتعليق التبادل التجاري مع إسبانيا.
وفي الشهور القليلة الماضية، لوحظ توقف إسبانيا عن القيام بمساعي ومجهودات لحل النزاع مع الجزائر، حيث لجأت حكومة سانشيز إلى الصمت بعدما كانت قد أعلنت في السابق خلال الشهور الأولى للأزمة بأن هناك مفاوضات جارية لتجاوز الأزمة مع قصر المرادية، لكن يتضح أن إسبانيا اصطدمت بالتعنت الجزائري بشأن قضية الصحراء.
وتُطالب الجزائر التي تُعتبر هي الداعم الرئيسي لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، بضرورة تراجع مدريد عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغرب لحل نزاع الصحراء، من أجل استئناف العلاقات، وهو ما لا ترغب فيه مدريد، لكونه ليس حلا، وإنما مجرد نقل الأزمة من الجزائر إلى أزمة أكبر وأكثر خطورة مع المغرب.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :